أصبحت تكنولوجيا النانو في مطلع الميادين الأهم وتهييج في الفيزياء، الكيمياء، الأحياء والهندسة ومجالات عديدة أخرى. فقد أعطت أملاً كبيراً لثورات علمية في المستقبل القريب ستغير إتجاه التكنولوجيا في الكثير من التطبيقات. ويرجع الانتباه الواسع بتقنية النانو إلي المرحلة ما بين 1996 إلي 1998م عندما قام ترتيب تقدير التكنولوجيا الدولي الأمريكي (WTEC) بدراسة تقويمية لأبحاث النانو وأهميتها في الإبداع التقني. وخلصت التعليم بالمدرسة إلى نقاط من أهمها أن لتقنية النانو مستقبلاً عظيماً في جميع الساحات الطبية والعسكرية والمعلوماتية والإلكترونية والحاسوبية والبتروكيميائية والزراعية والحيوية وغيرها، وأن تكنولوجيا النانو متنوعة الخلفيات فهي تعتمد على مبادئ الفيزياء والكيمياء والهندسة الكهربائية والكيميائية وغيرها إضافة لتخصص الأحياء والصيدلة. ولهذا فإن الباحثين في ميدان ما لابد أن يتواصلوا مع الآخرين في ميادين أخرى بهدف الحصول على مرجعية عريضة عن تكنولوجيا النانو ومشاركة فعالة في ذلك الميدان المثير. كما أن المدراء الفنيين وداعمي تلك الأبحاث لا مفر من أن يَلمُّوا بإيجاز عن عموم تلك الميادين.
ما هي تكنولوجيا النانو:
إن أصل كلمة "النانو" مشتق من الكلمة الاغريقية "نانوس " وهي كلمة إغريقية تعني القزم ويقصد بها، كل شيئ ضئيل وهنا تعني تكنولوجيا المواد المتناهية في الصغر أو التقنية المجهرية الدقيقة أو تقنية المنمنمات. وعلم النانو هو دراسة المبادئ الرئيسية للجزيئات والمركبات التي لا يمر قياسه الـ 100 نانو متر، فالنانو هو أدق وحدة قياس مترية معروفة حتى هذه اللحظة, وهو واحد على مليار من السنتيمتر (مليار نانو = واحد سنتيمتر)و للتوضيح اكثر السنتيمتر ينقسم الى مليمترات ثم الى ميكرومترات الى ان نصل الى النانو متر ( و هو اصغر وحدة قياس معروفة حتى هذه اللحظة ) ، ولكي تكتمل الصورة لدينا فشعرة رأس الانسان قطرها نحو ( 150.000 نانو متر ) و بمعنى اخر النانو يُعد انحف من الشعرة بنحو ( 150.000) مرهفان اصغر الأشياء التي يمكن للإنسان مشاهدتها بالعين المجردة يصل عرضها نحو ( 10,000 نانو متر ) ، وعندما تصطف عشر ذرات من الهيدروجين على سبيل المثال فإن طولها يصل نانو متر واحد لاغير .بينما أن ذلك هو التعريف الاكثر شيوعا للباحثين في ميدان تقنية النانو.
ويعتمد مبدأ تلك التكنولوجيا على التقاط الذرات متناهية الصغر ألي مادة والاحتيال بها وتحريكها من مواضعها الاصلية إلى مواضع أخرى ثم دمجها مع ذرات لمواد أخرى لتكوين شبكة بلورية لأجل أن نحصل على مواد نانوية الابعاد مميزة الخواص عالية الاداء.
و لكن ...... كيف نستطيع الاستفادة من تلك التكنولوجيا في المستقبل وهل تستطيع تلبية جميع حاجات الانسان في جميع الميادين ... وهل ستغدو أكثر رواجاً عندما تدخل في خدمة الانسان في الامور الحياتية ؟؟